الأحد، 5 أبريل 2009

أعز الناس حبايبنا

أعز الناس حبايبنا

لن نحتفل بذكراه لأنه دائماً معنا.. فهل كان يغنى حليم أى دمعة حزن لا لا لا (للمرتب)؟! أم كان يغنى (موعود معاك بالعذاب) لوعود الحكومة؟! يا خلى القلب (لرئيس الوزراء)؟! لو كنت يوم أنساك (للأسعار)؟ صورة صورة صورة (للموظف النائم)؟! إن حكينا يا حبيبى نبتدى منين الحكاية (لأعضاء مجلس الشعب)؟! خدعتنى ضحكته لـ(....)؟! الرفاق حائرون يتساءلون (إيه العمل فى أنفلونزا الطيور؟!) لماذا كل هذا الحب؟!.. هل لأنه مجرد مغنواتى؟!..

هل لأن حنجرته تسمى بالحنجرة الذهبية؟!.. أم لأنه فنان من الزمن الجميل؟ والرومانسية الحقيقية التى تعزف على المشاعر الطاهرة، أم أحببناه لأنه فنان شغل نفسه بهموم الوطن فارتبط اسمه بالثورة؟! هل لأنه من زمن الأبيض والأسود، أم لأنه يعاصر زمن الأسود فقط، أم لأن قلبى وقلبك وقلب كل مصرى حينما يشاهده أو يستمع إليه تصدر له أوامر عليا قائلة (بأمر الحب افتح للهوى وسلم)؟! فنقول (لو كنا يوم ننساك إيه نفتكر تانى)؟! .. ورحل حليم.. ولكنه لم يغب ولكن غابت الشمس العربية!!

أعتقد أنه لو كان معنا الآن لجلس والحزن بداخله يتفقد حالنا المقلوب! ليغنى أجمل ما كتب صديقه الشاعر الساخر (فؤاد معوض) تحت عنوان «ليست قارئة الفنجان ولكنها أزمة إسكان» فقال: جلست والحزن بعينيها.. تتأمل بختى المنكوب.. قالت يا «برعى» لا تحزن.. فالبؤس عليك هو المدلوق يا «برعى»!! يا برعى قد داخ كثيراً من ليس لديه سكن أو عنوان، أو كان من الفقراء يا برعى.. مقدورك أن تمضى عمرك فى بير السلم محطوط.. وتكون حياتك طوالى.. روماتيزم ورطوبة ودموع يا برعى..

بحياتك تتمنى شقة صحية وهو المطلوب.. خالية من مرض التيفود.. حجرتها باركيه وورود يا برعى.. قد تغدو شقة يا زوجى.. يسكنها القلب هى الدنيا.. لكن ماهيتك جربانة.. وجيوبك أيضاً كحيانة.. وطريقك متقندل.. متزفت.. مقفول مقفول.. يا برعى..

ستفتش عنها يا زوجى فى كل مكان.. وستسأل عنها سمسار ووزير الإسكان.. وتجوب شوارع وتشر دموعك أنهار.. وسيكبر حزنك حتى يصبح إعصاراً وسترجع يوماً يا زوجى.. خيباناً مضروب الوجدان.. وستعرف بعد وفاتك يا بعلى إنك كنت تطارد (أملاً) عدمان.. فحبيبة قلبك يا زوجى شقة ليس لها عنوان.. ما أصعب أن تسكن شقة.. مطلوب فيها فوق المليون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق